فصل: صاحب الأندلس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التعريف بالمصطلح الشريف



.أمير المدينة الشريفة:

وهي في بني حسين، ثم الآن هي في بيت جماز من شيحة، وتفرد بها طفيل بن منصور بن جماز، وقد كان جدهم فقيها من أهل العراق، قدم على السلطان صلاح الدين فأمره على المدينة فاستقرت بها قدمه وقدم بنيه؛ وأمراء مكة أقدم قدما وأبذخ إمرة، ولهم التقدم عليهم في الموكب والمجلس.
ورسم المكاتبة إليه: مثل المكاتبة المتقدمة لأمراء مكة، ويناسبه من الدعاء والصدر قولنا: ولا زال في جوار الله ورسوله، ومهبط الوحي ونزوله، ومكان يردد فيه من أبويه الطاهرين بين حيدره وبتوله.
صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي بسلام يحدو ركابها، وثناء يزين في (قبا) قبابها، وشوق إلى رؤية الروضة التي طالما استسقى فيها رسول الله (ص) سحابها، وتوضح لعلمه الكريم. . .
دعاء وصدر: وزاده من الله ورسوله قربا، وأكد له بحماية حرمه حبا، وأبهجه كلما رأى جده (ص) وقد جاوز آلا وجالس صحبا.
صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي مطربة بالسلام، مطنبة في ثنائه المفصل النظام، وتوضح لعلمه الكريم.

.صاحب اليمن:

هو الملك المجاهد سيف الدين علي بن الملك المؤيد هزبر الدين داوود من بيت رسول؛ وكان جدهم هذا رسول أميراخور الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب؛ فلما بعث الملك الكامل ولده الملك المسعود أطسز، وهو الذي تسميه العامة: أقسيس، بعث معه رسولا في جملة من بعثه معه. ثم تنقلت الأحوال حتى استقل رسول بملك اليمن وصار الملك في عقبه إلى الآن.
ورسم المكاتبة إليه: أعز الله جانب المقام العالي، الملكي، المجاهدي، السيفي، ولا زال يحسن ولاية حسبه، وينهض بنجاح نسبه، ويصون ملكه بعدله أكثر من قضبه، ويثبت في اليمن في حالة إقامته ومنقلبه. أصدرناها إلى مقامه موشحة المعاطف بحليه، شاكرة علا عليه، ذاكرة من محامده ما يتكثر السحاب بوليه، ومبديه لعلمه الكريم كيت وكيت.
صدر آخر: ولا زالت به تعز تعز وتفوز ببره زبيد، ويخرج من عدن عدن فضله المديد، وتمتلي بوفود البر والبحر: هذا تطير به المراكب وهذه الركائب كلاهما من مكان بعيد ولا برحت به آهلة الأوطان، مشتقة صفات قطره اليمني من «الإيمان يمان»، محجوبا بالجلالة أو محجوجا بما ينسب إليه من أحد الأركان.
أصدرناها والسلام يباري ما تنبت أرضه من نباته الطيب، ويجازي بالثناء ما ينهل في أكنافه الجنوبية من سحابها الصيب، وتسري إليه بتحياتنا الشريفة على قادمة كل نسيم، وفي طي كل عام له وقوف على ربعة وتسليم، وتوضح للعلم الكريم.
صدر آخر: ولا زال أفضل متوج في يمنه، وأعلى علي إذا قيس بابن ذي يزنه، وأشجع من حمى بعهوده ما لا تقدر السيوف على حمايته من موطنه، ولا انفك الملك المجاهد عن عرضه المصون، وسيف الدين الذي يقوم في المفروض من مراضي الله بالمسنون، وأبا الحسن لما يحسن في فطنته الحسنى أو فطرته من الظنون، والعلي قدرا إذا أخذت الملوك مراتبها وحدقت إليه العيون.
صدرت هذه المفاوضة إلى حضرته وسلامها يتفاوح لديها، ويصافح غمائمه في يديهان وتجري سفائن إخلاصه حتى تقف عليها، وتسري تحياتنا محلقة بالبشرى في صباح كل يوم يقرب من الوصول إليها.

.المريني صاحب بر العدوة:

وهو السلطان أبو الحسن، علي بن عثمان، من بني عبد الحق؛ وهم من بني مرين؛ وبنو مرين من البربر، ملكو بعد الموحدين؛ وورث هذا السلطان ملك العزفيين بسبتة، وملك بني عبد الواد بتلمسان وأطاعه ملك الأندلس، ودان له ملك أفريقية، وعرض عليه ابنته فتزوج بها، فساقها إليه سوق الأمة. وبنو مرين رجال الوغى وناسها، وأبطال الحرب وأحلاسها وهم يفخرون بغزارة علمه وفضل تقواه؛ وهو اليوم ملك ملوك الغرب، وموقد نيران الحرب.
ورسم المكاتبة إليه: بسم الله الرحمن الرحيم: من السلطان الأعظم الملك الفلاني، السيد، الأجل، العالم، العادل، المجاهد، المرابط، المثاغر، المؤيد، المظفر، المنصور، الشاهنشاه، فلان الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، محيي العدل في العالمين، منصف المظلومين من الظالمين، وارث الملك، ملك العرب والعجم والترك، مبيد الطغاة والكفار، مملك الممالك والأقاليم والأمصار، إسكندر الزمان، ناشر لواء العدل والإحسان، قسيم أمير المؤمنين أبي فلان، فلان بن فلان، خلد الله سلطانه، ونصر جنوده وجيوشه وأعوانه، تحية يفتتح بها الخطاب، ويقدم منها ما زكى وطاب (وتقال هنا سجعات مختصرة نحو أربع أو خمس) يخص بها الحضرة الشريفة العلية، الطاهرة الزكية، حضرة المقام العالي، السلطان، السيد، الجليل، العالم، العادل، المجهد، المرابط، المثاغر، المؤيد، المظفر، المنصور، الأسرى، الأسنى، الزكي، الأتقى، المجاهد في الله، الغالب بنصر الله، المؤيد على أعداء الله، أمير المؤمنين، قائد الموحدين، مجهز الغزاة والمجاهدين، مجند الجنود، عاقد البنود، مالئ صدور البراري والبحار، مزعزع أسرة الكفار، مؤيد السنة، معز الملة، شرف الملوك والسلاطين، بقية السلف الكريم، والنسب الصميم، ربيب الملك القديم، أبي فلان، فلان بن فلان (ويرفع نسبه إلى عبد الحق، وهو أول نسبه). ويقال في كل منهم: أمير المسلمين، أبي فلان، ثم يدعى له نحو: أعز الله أنصاره أو سلطانه أو غير ذلك من الأدعية الملوكية بدعاء مطول مفخم. ثم يقال: أما بعد حمد الله، ويخطب خطبة مختصرة. ثم يقال: أصدرت إليه، وسيرت لتعرض عليه، لتهدي إليه من السلام كذا وكذا، ومن هذا ومثله. ثم يقال: ومما تبديه كذا وكذا.
صدر آخر: تهدي إليه من السلام ما يطلع عليه نهاره المشرق من مشرقه، ويحييه به الهلال الطالع في جانبه الغربي على أفقه، وتصف شوقا أقام بين جفنيه والكرى الحرب، وودا يملأ برسله كل بحر ويأتي بكل ضرب، وثناء يستروح بنسيمه وإن كان لا يستروح إلا بما يهب من الغرب، مقدمة شكرا لما يبهر من عزماته التي أعزت الدين، وغزت الملحدين، وحلقت على من جاورها من الكفار تحليق صقور الرجال على مسفة الغربان، وتقيم عند الشجاع عذر الجبان، وتبين آثارها في أعناق الأعداء وللسيوف آثار بيان؛ وإن كان فعله أكثر مما طارت به الأخبار، وطافت به مخلقات البشائر في الأقطار، وسار به الحجيج تعرف آثاره عرفات، وصارت تستعلم أخباره وتندب قبل زمانه ما فات.

.صاحب إفريقية:

وهو ملك تونس لا يدعي إلا الخلافة، ويتلقب بألقاب الخلفاء، ويخاطب بأمير المؤمنين في بلاده، ويدعي النسب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومن أهل النسب من ينكر ذلك: فمنهم من يجعله من بني عدي بن كعب، رهط عمر وليس من بني عمر؛ ومنهم من يقول: بل من هنتانة، ليسوا من قبائل العرب في شيء، وهم الحفصيون نسبى إلى أبي حفص- أحد العشرة أصحاب ابن تومرت- وهم بقايا الموحدين؛ إذ كان من تقرير ابن تومرت أن الموحدين هم أصحابه، ولم يبق ملك الموحدين إلا في بني حفص هذا، وملكهم غربا من جزائر مزغنا إلى عقبة برقة الفارقة بين أطرابلس وبين برقة، وهي نهاية الحد الشرقي، ومن الشام البحر الرومي، ومن الجنوب آخر بلاد الجريد والأرض السواخة، إلى ما يقال إن فيه موقع المدينة المسماة بمدينة النحاس وهو أجل ملوك الغرب مطلقا؛ إلا أنه قد ضعفت منته بقوة السلطان المريني المجاور، واختلاف رعيته عليه، واستطالة يد العرب في الحكم؛ واسمه في زماننا أبو بكر، وكنيته أبو يحيى، ولقبه المتوكل على الله.
ورسم المكاتبة إليه: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد حمد الله (بخطبة مختصرة في مقتضى الحال) ثم يقول: فهذه المفاوضة أو النجوى أو المذاكرة أو المطارحة (أو ما يجري مجرى ذلك) تهدي من طيب السلام (ومن هذا ومثله) إلى الحضرة الشريفة، العلية، السرية، العالمية، العادلية، الكاملية، الأوحدية، حضرة الإمارة العدوية، ومكان الإمامة القرشية، وبقية السلالة الطاهرة الزكية، حضرة أمير المسلمين، وزعين الموحدين، والقائم في مصالح الدنيا والدين، السلطان السيد الكبير، المجاهد، المؤيد، المرابط، المثاغر، المظفر، المنصور، الأوحد، المتوكل على ربه، والمجاهد في حبه، والمناضل عن الإسلام بذبه، أبي بكر. (ويدعى له بما يناسب مختصرا ثم يذكر ما يليق بكرم الجدود).
صدر آخر: صدرت إليه تهدي من طيب السلام ما ترق في جانبه الغربي أصائله، ويروق فيما ينصب لديه من أنهار النهار جداوله، ويحمله لكل غاد ورائح، ويجري به السفن كالمدن والركائب الطلائح، وتخص ذلك المقر منه بثناء يعز لأن ينيب لبعده الدار، ويستطللع ليل العراق به من فوق أفريقية النهار، وتحامي مصر به عن جارتها الممنعة، وتفخر بجاريتها الشمس التي لا ترى في أفقها إلا مبرقعة.

.صاحب الأندلس:

أبو الفضل يوسف، من ولد قيس بن سعد بن عبادة: شاب فاضل له يد في الموشحات. مقره أغرناطة، ومكانه منها القصبة الحمراء؛ ومعنى القصبة عندهم: القلعة، وتسمى: حمراء أغرناطة.
ورسم المكاتبة إليه: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد (بخطبة مختصرة) فهذه المفاوضة إلى الحضرة العلية، السنية، السرية، العالية، العادلية، المجاهدية، المؤيدية، المرابطية، المثاغرية، المظفرية، المنصورية، بقية شجرة الفخار، وخالصة سلف الأنصار، المجاهد عن الدين، والذاب عن حوزة المسلمين، ناصر الغزاة والمجاهدين، زعيم الجيوش، خلاصة الخلافة المعظمة، أثير الإمامة المكرمة، ظهير أمير المؤمنين، أبي الفضل يوسف. وربما كتب في ألقابه: الفقيه؛ إذ كان يرد في مكاتباته إلى الباب الشريف مثل هذه اللفظة.
صدر: صدرت هذه المكاتبة إليه متكلفة بالنصر على بعد الدار، مجردة النصل إلا أنه الذي لا يؤخره البدار، مسعدة بالهمم ولولا الاشتغال بجهاد أعداء الله فيمن قرب لما تقدمت سرعان الخيل، ولا أقبلت إلا في أوائل طلائعها للأعداء الويل، ولا كتبت إلا والعجاج يترب السطور، والفجاج تقذف ما فيها على ظهور الصواهل إلى بطون البحور، مبدية ذكر ما عندنا بسببها لمجاورة الكفار، ومحاورة السيوف التي لا تمل من النفار، مع العلم بما لها في ذلك من فضيلة الجهاد، ومزية الجلد على طول الجلاد، ومصابرة السهر لأوقات منيمة، ومكاثرة هذا العدو بالصبر ليكون لها غنيمة. ونحن على إمدادها- أيدها الله- بالنصر والدعاء الذي هو أخف إليها من العساكر، وأخفى مسيرا إذا قدر حقه الشاكر، ثقة بأن الله سينصر حزبه الغالب، ويكف عدوه المغالب، ويصل بإمداد الملائكة لجنده، ويأتي بالفتح أو بأمر من عنده، لتجري ألطافه على ما عودت، ويؤخذ الأعداء بالجزيرة، ولينصرن الله من ينصره وينظر إلى أهل هذه الجزيرة.

.ملك التكرور:

وهو صاحب مالي؛ ومالي عبارة عن اسم إقليم، والتكرور مدينة من مدنها، وكذلك كوكو، وحد مملكته في الغرب البحر المحيط، وفي الشرق بلاد البرنو، وفي الشمال جبال البربر، وفي الجنوب الهمج.
وأما غانة فإنه لا يملكها وكأنه مالكها: يتركها عن قدرة عليها لأن بها وبما وراءها جنوبا منابت الذهب؛ وقد جرب أن بلاد منابت الذهب متى أخذت وفشا فيها الإسلام والأذان عدم نبات الذهب فيها، فصاحب مالي يتركها لذلك لأنه مسلم؛ وله عليها إتاوة كبيرة مقررة تحمل إليه في كل سنة. ونبات الذهب بها يبدأ في شهر أغشت، ويقع- والله أعلم- أنه مركب من تموز وآب حيث سلطان الشمس قاهر، وذلك عند أخذ النيل بالارتفاع والزيادة، فإذا حط النيل تتبع حيث ركب عليه من الأرض، فيوجد منه ما هو نبات يشبه النجيل وليس به، فمن قراميه الذهب؛ ومنه ما يوجد كالحصى؛ والأول أفحل وأخلص وأقوم في العيار.
وملك التكرور هذا يدعي النسب إلى عبد الله بن صالح بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
ورسم المكاتبة إليه: أدام الله تعالى نصر المقر العالي، السلطان، الجليل، الكبير، العالم، العادل، المجاهد، المؤيد، الأوحد، عز الإسلام، شرف ملوك الأنام، ناصر الغزاة والمجاهدين، زعيم جيوش الموحدين، جمال الملوك والسلاطين، سيف الخلافة، ظهير الإمامة، عضد أمير المؤمنين، الملك فلان ويدعى له بما يناسب. وبعد هذا سلام وتشوق.
هذه المفاوضة تبدي. لا يعرض له، ولا يقر بشيء من الألقاب الدالة على النسب العلوي.
دعاء وصدر يختصان به: ويسر له القيام بفرضه، وأحسن له العاملة في قرضه، وكثر سواده الأعظم وجعلهم بيض الوجوه يوم عرضه، ومتعه بملك يحد الحديد سجف سمائه والذهب نبات أرضه.
صدرت هذه المفاوضة وصدرها به مملو، وشكرها عليه مجلو، ومزايا حبه في القلوب سر كل فؤاد، وسبب ما حلي به الطرف والقلب من السواد، تنزل به سفنها المسيرة في البر وترسى، وتحل عند ملك ينقص به زائده وينسى موسى منسى، وتقيم عليه والدهر لا يطرقه فيما ينوب، والفكر لا يشوقه إلا ذهبت صبا من أرضه أو جنوب.